sro0o2a Admin
المساهمات : 104 تاريخ التسجيل : 21/04/2009 العمر : 30
| موضوع: حذاء المعلم ( قصة تراثية من القصص الفلسطينية) الإثنين مايو 04, 2009 6:32 am | |
|
حذاء المعلم
أبو أحمد، معلم قديم ،أقصد قضى في خدمة وزارة التربية والتعليم أكثر من عشرين عاماً،وله من الأولاد خمسة، وزوجته منأكثر نساء القرية تدبيراً ، قيل عنها أنها تقسم " الفرخة " لتطبخها مرتين ... أكثر ملابس أولاده من "البالة" تغسلها وتعطرها بماء الورد ... فقد كانت فلسفتها" أنَ الجديد آخرته يصير قديم" بيته مستأجر ... بعدأن ظاق بيت العائلة القديم بهم بعدالتكاثر السريع الذي ألمّ بهم .
أحب تعليم أولاده ،وأحب وظيفته ، وقنع بها ،ورغم الزيادة الهائلة فيالمطالب التي تقدمها زوجته وأولاده،ورغم الغلاء الفاحش، والذي لا تستقر فيه أسعار، فانه مافكر يوماً بالبحث عن عمل آخرأوعمل جديٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍد أو تبرك وظيفته ...
لن أحدثكم عن تفانيه ، ولن أعدد مآثره ، ولكن لنتأمله الآن عائدا ًبعد اليوم المدرسي ، وقد قبظ مرتبه كل آخر الشهر ،وهو يتأمل أن يجد قليلاً من الراحة في بيته ... بعد أن بدأ يجد كثيراً من التعب ولإرهاق في المدرسة ، ولم يعد يشعر بالأمن ،وعزا ذلك عوامل كثيرة منها تقدمه في العمر ... وتسلل بعض الأمراض الخفية التي بدأت تزحف إلى أعضاءه ولا يعرف مصدرها.
قال محدثاً نفسه : لم تعد هذه القرية كما كانت أيام زمان... لقد قفزت من" قاع الكأسي لأولها " سريعة ... وأصبحت مدينةً صغيرة ... كهرباء ، شوارع معبدة ، محلات تجارية، كل ما تشتهيه العين ، ويعن على الخاطر ... وأصبحنا نشتري كل شيء... لم نعد فلاحين كما كنا.
قال شاب متكئ على الحائط بصوت مائع : ألم نر هذا "الجاكيت " على الأستاذ منذ أن دخلنا المدرسة ... قبل عشر سنوات ؟ قال الآخر وهو ملتوي كراس الحنفية : أنظر لحذائه ... مرة يدهنه بني ... ومرة يطرشه بالأسود... ليخدع من يراه بأن له حذاءين .
سمع المعلم كلام الشابين، ولكن الكلام الأخير أيقظ حواسه...فنظر الى حذائه بحذر ... فقد كان جل ما يخشاه أن يكون أصابه ضرر- لا سمح الله - ان يبدله بآخر ، ولتعاسة وجد أن الحذاء قد خلع كحبة اللوز الناضجة وبانت منه جواربه المثقوبة ... وخرجت أصابعه تلمع بحرية .
وصل البيت ،وهو يشعر بحياء من ضبط في فعله الشنعاء ، استقبلته زوجته وهي تحاول قدر جهده أن ترسم ابتسامةً صافيةًعلى شفتيه ... وحضرت له طعام الغداء ... الا انه’ لم يأكل كعادته بشهية ،ولمينبس ببنت شفه... وظهر عليه الشرود ... غير ان امرئته عاجلته بقولها: انها تشعر بألم حاد في يديها وظهرها ،منجراء الغسيل المتراكم بعدتعطل "الغسالة " القديمة ... وأكملت : هند حرارتها مرتفعة ... ووصلت " فاتورة " بالفواتير ... المياه والكهرباء ... وغانم وقع في المدرسة وهو يتألم وأخشى أن تكون يده مكسورة ... الخ.
أطل "أحمد" من غرفته ... انه يدلف الى الشباب،بطوله الفارع ، ورجولته واتزانه... قبل الاوان قال في نفسه : اصبح رجلاً قبل الاوان .نادراً ما يتصرف برعونة الشباب ، كله كمال وأدب واجتتهاد ، في عينه طلب، وعلى شفتيه كلمات ... تطلع اليه ... انه على استعداد لسماعه ، بل كثيراً ما تمنى أن يجد الوقت الكافي ليناقشه ويفهم منه أشياء وأشياء.
ولكن قاتل الله الشغل ولإ نشغال ، صحيح " العمر بيخلص والشغل ما بيخلص " قال الولد:كل الاولاد بيلبسون احذية جديدة ما عداي .
وكانه لطمه بمنخار ... فطن لقظية الحذاء ... قام مسرعاً ... نسي كل الاخبار والطلبات ... غداً سيراه الاولاد بحذائه البالي، وسيجعلون منه أ’ضحوكة ... ومن نفع الكد والكدح ؟سار متأنياً خوفاً أن يعرف أحدهم أحدهم مطلبه ... تامل "الفترينات" قرأ بعض الأسعار الخيالية ... ودخل محلاً لايعرف’ صاحبه ... ورغم عدم " المفاصلة" فقد رأى في البائع بشاشة نادرة وترحيباً كبيراً وشجعه أكثر عدم وجود زباءن ... وكلما أعطاه الباءع سعراً للحذاء ... أخذ يحسب ... ثم يسأل عن آخر ... وفي آخ اليوم سأله عن حذاء "نمرته اقل عن النمرة التي كان يسأل عنها ... ودفع الثمن ... وعاد إلى البيت ووضع "السفط" الذي فيه الحذاء على المنضدة ... وتناول عدة مسامير صغيرة الحجم ومطرقة وسلكاً ناعماًوإبتعد في زاوية الدار...
ودخل أحمد ووجد السفط ، ومن شدة تلهفه فتحه قبلأن يسأل ، وظهرت على وجهه إبتسامة شكر وعرفان ، وكاد يطير من السعادة ، وبحث في نظراته عن والده وراءه هناك في الركن الأقصى ...حيث إعتاد أن يصحح دفاتر الأولاد... وجده منهمكاً يحاول أن يرثي حذاءه ، وكادت الدمعة تقطر من عينيه واختفت الفرحة الوليدة،ولم يعد للحذاء الجديد أي بريق.
| |
|
بطوطة Admin
المساهمات : 103 تاريخ التسجيل : 16/02/2010 العمر : 30
| موضوع: رد: حذاء المعلم ( قصة تراثية من القصص الفلسطينية) الإثنين فبراير 22, 2010 8:50 am | |
| تسلمي اختي عالقصة الحلوة دمتي بود | |
|